الجماعة تدین إهانة "الصديق أكبر".. على هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تقديم اعتذار رسمي

في أعقاب بث محتوى مسيء ضد الصديق الأکبر ورفيق نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)، في وسائل الإعلام الوطنية، أدان المجلس المركزي لجماعة الدعوة والإصلاح بشدة هذا العمل، ودعا إلى الاعتذار الرسمي، والتعامل الجاد مع الجناة، ومنع تكرار مثل هذه الحالات.

وفيما يلي نص بيان المجلس المركزي للجماعة:

بسم الله الرحمن الرحيم

في هذه الأوقات العصيبة المليئة بالألم والمعاناة، وفي ظل الوضع الذي نشهد فيه يومياً سفك دماء النساء والأطفال المسلمين في فلسطين وأجزاء أخرى من العالم الإسلامي، شهدنا للأسف بث محتوى مسيء للغایة ضد الصديق الأكبر، صاحب الغار والخليفة الأول لرسول الله (صلى الله عليه وسلم)، في وسائل الإعلام الوطنية. عمل غير حكيم، في واحدة من أكثر اللحظات حساسيةَ وحزناً في تاريخ الأمة، وفي ذروة الحاجة إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والتلاحم الإسلامي، يشبه رش الملح على جراحات لا تعد ولا تحصى في هذا الوقت المریر، وقد جرح قلوب المواطنين السنة وجميع الإيرانيين الأذكياء والشرفاء!
يشهد تاريخ الإسلام علی تضحيات الصحابة الكرام ودعمهم المادي والمعنوي للنبي صلى الله عليه وسلم وللدعوة الإسلامية. ويرى القرآن الكريم صراحة أن جهود الصحابة الکرام وأنشطتهم هي سبب حسد الكفار وغليان غضبهم. فهو يمتدح صراحةً السابقین الأولین منهم أبوبكر الصديق، وسماهم مرضيين لله. لذلك فإن الإساءة إلى هذه الشخصيات الجليلة التي يحترمها الرسول الکریم صلى الله عليه وسلم وجميع المسلمين تعد مخالفة صريحة للأمر الإلهي ومصداقاً للإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. إن دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مادته الحادية عشرة، ینص علی أن وحدة الأمة الإسلامية مبدأ لا جدال فيه، مستشهداً بالآية الكريمة: «إن هذه أمتكم أمة واحدة» (الأنبياء: 92)، وأوكل إلى الدولة مهمة الحفاظ على هذه الوحدة.

إن جماعة الدعوة والإصلاح، باعتبارها منظمة مدنية نشطة في جميع أنحاء البلاد، بينما تدين هذا العمل الشنیع والحالات المماثلة في الماضي، مذکرة بأن هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية ليست وسيلة إعلام طائفية، بل لديها شأن ورسالة وطنية، وتعتمد على التمويل العام، وملزمة باحترام حقوق جميع مكونات الشعب الإيراني. وعليه فإنها تتوقع من جميع المسؤولين المعنيين، وخاصة مديري هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، ما يلي:

1- توفير أساس لعلاج الألم العاطفي الناجم عن الاعتذار الرسمي للمجتمع السني.

2- التعامل الجاد مع مرتكبي هذه الإهانة سيمنع تكرار مثل هذه الحالات مستقبلاً.

3- منع نشر أي محتوى مثير للانقسام في وسائل الإعلام الرسمية للدولة من خلال وضع الإجراءات الوقائية.

نحن نؤمن بأن الاحترام المتبادل بين الأديان والحفاظ على حرمة الأماكن المقدسة لجميع المذاهب الإسلامية هو حجر الأساس للوحدة والوئام والترابط، وأن على الحكام قبل المواطنين أن يعتبروا ذلك مبدأ لا ينتهك في كل السياسات الثقافية والإعلامية للبلاد.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المجلس المركزي لجماعة الدعوة والإصلاح

5 مايو 2025